قصه دائره العشق بقلم ياسمين رجب
المحتويات
حتى وجدته يذهب إلى مكتبه لتنتقل ببصرها إلى الصغيرة وهي تنظر لها بوجه عابس قائلة..... _هو بابكي ده مچنون يا سلين.. اتسعت ابتسامة الصغيرة بمشاكسة كأنها تأيد ما تقول.... حتى اقتربت منها يارا قائلة بتحذير....... _هروح اشوف المچنون عايز ايه.. عضت
على شفتيها وهي تبتسم لتهتف بعدها.. _اقصد بابا عايز ايه بس اياكي تتحركي من هنا فاهمة... هزت الصغيرة رأسها بالايجاب لتتركها يارا واتجهت إلى مكتبه بعدم سمح لها بالدخول..... دلفت بخطوات مضطربة و خائڤة ورغم ذاك الخۏف هناك الامان الذي احتج قلبها.... لينتشلها من هذا الاضطراب صوته وهو يهتف... _اقفلي الباب وراكي... نظرت له تاره والباب تاره اخري و عينيها بهم نظرة الرفض على ما تفوه به... كان هو في اقصي مراحل الڠضب حتى نهض من مجلسه واتجه إليها فتراجعت هي للخلف واستندت بظهرها على الحائط المجاور للباب.... بينما اقترب منها حتى وقف مقابل لها وعينيه الزرقاء كانت متوهجة بلون الغيوم التي اخفت اشعة الشمس فشتعلت ببريق لامع وجهها المستدير بفعل الحجاب الوردي حتى انعكس لونه على وجهها الابيض و احمرت وجنتها خجلا واضطراب بينما تعلقت عينيها بعينيه.... رماديتين ليس لهم مثيل تجذبه وتسرق راحته بنظرة واحدة... . ابتلع ريقه وهو يشيح ببصره عنها ثم مد يده واغلق الباب بقوة جعلها تنتفض على أثرها فتراجع هو قليلا للخلف وهو ينظر للفراغ ودث يديه بجيوب بنطاله قائلا بصوت بارد رغم العاصفة المشټعلة بقلبه........ _تتجوزيني.... رفعت عينيها بذهول مما تفوه به ولا تعرف هل ما قاله حقيقة ام تتوهم... فكيف له ان يتزوجها هي... بينما تابع الاخر تعابير وجهها حتى ألتفت للاتجاه الاخر ووقف بشرفة مكتبه المطلة على الحديقة الخاصة بقصره ثم تابع حديثه...... _عمك جالي النهاردة المكتب علشان عايز ياخدك تعيشي مع جدك.... تهجم وجهها بالڠضب من فكرة تركها للقصر وغير هذا هي لا تريد المعيشة مع هؤلاء الأشخاص فقد اخذوا شقيقتها إلا يكتفوا بعد... _بس انا مستحيل اروح معااه واعيش مع الناس الي اتسببت في مۏت امي... قالتها بنبرة يكسوها الڠضب والرفض التام... ثم تابعت حديثها...... وغير كل ده انا مقدرش ابعد عن سلين مهما حصل محدش هيبعدني عنها.. لا يعلم لم تسللت الابتسامة إلى شفتيه.... وهو يري رفضها التام اعاد النظر إلى عينيها وهو يقترب منها حتى وقف امامها قائلا بصوت رخيم... انا عارف كل حاجه عن عيلتك وعارف كمان انك رفضتي تعيشي معهم بعد مۏت ولدتك على الرغم من نفوذهم في الصعيد والحالة المادية كويسة جدا إلا انك رفضتي.... بس هما يقدروا يخدوكي ڠصب عنك كونك بنتهم وعرضهم وده من ضمن الاعراف في اسيوط ان بناتهم بتكبر تحت رعايتهم.. حملقت به ورقت عينيها بالخۏف فهي على علم بجبروت تلك العائلة التي تخلت عن ابيها حينما احب امرأة من المدينة وغير هذا تنتمي لعائلة فقيرة فحاولوا مرار ان يفرقوا بينهم ولكن تمسك ابيها بوالدتها لم يكن بهين.... انقضت سنوات عديدة على زواج ابيها بعدم انجبها هي وشقيقتها ولكن مرضه المفاجىء كان القشة التي قسمت ظهر البعير فكانت والدتها مرغمة على العمل بالمنازل حتى تستطيع معالجته وفي نهاية المطاف ټوفي والدها وعلمت تلك العائلة بما حدث حتى باتت المشاكل رفيقها واستطاع عمها ان يأخذ اختها حتى تكبر في كنف العائلة ولم يكن على علم بأن شقيقه لديه ابنتين ليست واحدة.... بس انا مش هقدر اعيش معهم الناس دي كانت سبب في مۏت امي.... لو كانوا بيحبونا فعلا وبيخافوا على عرضهم كان المفروض اخدوا والدتي تعيش تحت رعايتهم بدل ما تخدم في البيوت وتعيش مع بناتهم... مش يأخدوا منها واحدة ويكسروها... لن يتركها تغادر قصره مهما كلفه الامر.... _علشان كده انا بقولك تتجوزيني... انهمرت دمعتها على خدها وهي تطالعه بعدم فهم فتابع هو حديثه بهدوء...... _لو عمك عايز ياخدك تعيشي معاه مقدرش امنعه... بس كمان انا مقدرش اسيبك تمشى لان سلين روحها فيكي... صمت قليلا وهو يقترب منها اكثر حتى تعمق النظر إلى عينيها و تلاقت مع عينيه ورغم عنه ومسح تلك العبرة الشاردة على خدها وقال بصوت هادئه..... تتجوزيني يا يارا علشان احميكي من اي حد.... علشان تكوني أم لسلين الي اتحرمت من حنان الام.... لاني مش هقبل انك تبعدي عنها وده الحل الوحيد الي يخليني اقدر امنعك تسيبي القصر... بس انت.... قالتها بنبرة يكسوها الضعف حتى قاطعها هو قائلا بتفهم..... جوازنا صوري مش اكتر و وقت ما تطلبي اني احررك من العلاقة دي هلبي طلبك.... طالعته لولهة حتى هزت رأسها بالايجاب وقالت بصوت يكسوه الحزن ومرارة القادم...... _انا موفقة... تنهد بهدوء وهو يطالع حزنها فلم يتمني ان يجبرها على الزواج به تمني لو انها زوجته برضها ليس لوقت محدودا ولكنه اقسم بداخله لن يرغمها على شيء ان ارادت الانفصال عنه سيعطيها حريه الاختيار.... ابتعدت عنه وذهبت مسرعة إلى الخارج حتى خرجت إلى حديقة القصر وهي ټدفن وجهها بين كفيها وصوت بكائها وصل إلى مسمعه وهو يتابعها من شرفة مكتبه..... بآلم على حالها جاء المأذون بعدها وتم عقد القران بينهم
متابعة القراءة