قلوب حائره الجزء الثاني
المحتويات
كلمات مدللة نثرها فوق تلك الجميلة نطقها بصوت متحشرج تأثرا بنومهمما جعل وجهها يتهلل وباتت تتراقص وتهز جسدها بقوة فوق صدره مما جعل روح ياسين تنتفض وقشعريرة سرت بداخل جسده من شدة إبتهاجه
إبتسمت تلك المجاورة له حيث تجلس بصمت تام تتابع بقلب سعيد مداعبة صغيرتها المشاكسة لوالدها الحنون بعدما قربتها منه وتركتها تتعامل بفطرتها مع والدهاتمسك بجسدها جيدا ثم سحب بدنه لأعلي حتي إستقر بجلوسه واستند علي خلفية التخت وأخذ صغيرته بين وبات يكيل لها قبلاته الشغوفة والتي أبدت كم تعلق روح ذاك الحنون بتلك المشاكسة الجميلة
صباح الفل يا حبيبي
بإبتسامة رقيقة ونبرة صوت حنون ردت
صباح الخير يا ياسين
واستطردت محفزة إياه
يلا علشان نلحق فطار العيلة من أولهالكل إتجمع تحت في الجنينة ومستنيينك علشان يبدأوا في الفطار
أيسل تحت سألها مترقبا فأجابته بتحفظ ونبرة هادئة ويرجع هذا إلي طبيعة علاقتهم والتحفظ والجمود الذي أصابها منذ ۏفاة ليالي وحتي من قبلها
واستطردت بإيضاح
لكن حمزة جه من بدري هو وطنط منال وكانوا قاعدين مع ماما ومروان وليزا في الريسبشن
أومأ لها بهدوء وقام بوضع قبلة حنون بجانب شفاة صغيرته التي سړقت لبهفي حين استطردت وهي تداعب صغيرتها بأصابع يدها داخل بطنها مما جعل الصغيرة تدخل في نوبة شديدة من القهقهة وأوصل كلاهما لشعورهما لقمة سعادتهما وكأنهما يستمعان إلي أروع معزوفة موسيقية
واسترسلت بإبتسامة واسعة وهي تحدثها بدلال
مش كدة يا مسكي
ضحكت الصغيرة بشدة وضم ياسين كلتاهما إلي وشدد من ضمته ثم بات يتنفس براحة بينت إسترخائه ومدي وصوله للسلام النفسي الذي حرم منه لعدة أشهر قد ذاق بها الأمرين لحتي وصل إلي تلك النقطة من الإستقرار والذي مازال ينقصه فقط رجوع أيسل إلي طبيعتها بعدما أصبحت عنيدة تتشبث بأرائها بحدة وتتعامل مع الغير ببرود وكبرياء صانعة لحالها قبة عالية محاطة بسور ممنوع الإقتراب منه
إنتهي البارت
الفصل السادس والثلاثون
أنا تلك الجريحة التي إتهمني الجميع بالتعالي
قالوا مصاپة بداء الغرور مثل والدتي ليالي
لم يشعروا بروحي التي تحترق داخل كياني
أولم تسألوني عن ما الذي أوصلني لتلك الحالة
من البرود واللامبالاة والشعور بعدم الأمان!
خواطر
أيسل المغربي
كانت تستند بظهرها متكأة علي مقعدها داخل الحديقة الخاصة بمنزل رائف رحمة الله عليهحيث تجمع العائلة حول طاولة إفطار يوم الجمعة والذي عاد كما السابق بفضل منال التي تنازلت عن كبريائها وجنبت غرورها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وجمع شتات ما تبقي من أسرتها
تنهدت بأسي حينما إستمعت إلي صوت جدها الذي تحدث مبكتا إياها لعدم تقبله لتصرفاتها التي أصبحت إستفزازية بالنسبة له
فيه حد يبقي قاعد في وسط أهله ويسيبهم ويقعد يبص في حتة شاشة ويضيع علي نفسه لمة العيلة اللي ما تتعوضش ولا تتقارن بأي حاجة في الدنيا يا سيلا
شعرت بالضجر جراء كلماته الذي دائما ما ينثرها علي مسامعها دون ملل أو كلل كلما رأهاحتي أنها أصبحت تبغض الجلوس بحضرته بعدما كانت تعشقه وكل ما يتعلق بعائلتهارفعت بصرها لتتطلع عليهرسمت إبتسامة صفراء علي وجهها وتحدثت بلباقة مجبرة عليها
لمة العيلة والجو الدافي موجودين طول الوقت يا جدو وممكن بسهولة يتعوضوا
وبنبرة يملؤها الألم والحسړة علي فقيدتها الغالية إسترسلت
لكن فيه حاجات لما بتروح إستحالة تقدر تعوضها أو ترجعها من تاني
تنهد بأسي حينما فهم مغزي حديثها ومقصدها وتحدث بعيناي تقطر حنانا
معاكي حق يا حبيبتيبس الحياة ما بتقفش ولا بتستني حدأنا ما أقدرش أقول لك ما تحزنيش علي اللي فات
واسترسل بنبرة تفاؤلية كي يبث فيها روح الإستبشار
وفي نفس الوقت ربنا أمرنا نبص لقدام ونسعي للي جاي علشان نقدر نكمل ونعمر الحياة
أردفت بلوم طفيف
حضرتك بتقول كدة علشان نانا مامتك ماټت كبيرة في العمر وماجربتش الشعور اللي وصل لي من مۏت مامتي
تنهيدة حارة خرجت من صدر منال المبتلي بۏجع فراق تلك الراحلة وما سببه
________________________________________
بندبات تعمقت بقلب حفيدتها حتي أصبحت جزءا منه
أردف عبدالرحمن الذي قرر التدخل ليبدي برأيه
وإنت فاكرة إن الحزن علي وفات الأم بيفرق لو كانت لسة شابة أو عدت المية سنة يا أيسل
عقب عز قائلا بتأكيد
قول لها يا عبدالرحمنطب ده أنا وجدك عبدالرحمن لما بنقعد مع بعض ونفتكر يوم ۏفاة أمنا الله يرحمهابنحس بنفس درجة الۏجع في قلوبنا وكأنها لسة مېتة النهاردةبس من رحمة ربنا علينا إننا بنحاول ننسي ونعيش ونعمر
نظرت عليه وبنبرة صارمة سألته
طب ده بالنسبة لخسارتي لمامتي يا جدوتقدر تقول لي أعمل إيه في خسارتي لسنة بحالها من دراستي
واستطردت بنبرة قانطة
إنت متخيل كم التعب والجهد اللي بذلته طول السنة اللي فاتت علشان في الآخر بابي ييجي بكل سهولة ويمنعني أدخل الإمتحانات
واسترسلت بإحباط
محدش فيكم مستوعب كم الإحباط اللي حسيت بيه وأنا شايفة مجهودي وتعبي طول السنة بيضيع قدام عنياوأنا واقفة أتفرج وما ليش حتي الحق في إني أعترض
بنبرة صادقة أردفت ثريا بدفاع عن ياسين
أبوك كان معاه عذره في قرارة اللي أخده يا أيسلهو كان خاېف عليكي وبيحميكي يا بنتيوبعدين السنة اللي ضاعت منك دي مش نهاية الدنيا
واسترسلت بإيمان لتهدئ من روع الفتاة وسخطها الذي بات مرافقا لها في الأونة الأخيرة
خليكي دايما واثقة من إن أي حاجة ربنا بيبعدها عننا بيكون فيها الصلاح والخير لينا
كانت تستمع إليهم بملامح وجه سائمة رافضة لكل مبرراتهمسألتها بنبرة جادة
وتفتكري إن ما كانش فيه حل يحميني بيه غير إنه يحبسني في البيت ويضيع عليا السنة يا تيتا
هتفت منال بمصادقة علي حديث ثريا
حتي لو بابا وافق أنا اللي كنت هرفض يا سيلا
إبتسامة ساخرة إعتلت ملامحها تعقيبا علي حديث منالفتدخلت راقية التي تحدثت بنبرة حادة لعدم تقبلها لإسلوب تلك الساخطة التي تحولت وأصبحت عدوانية
جري إيه يا ست أيسلمالك يا حبيبتي طايحة في الكل وما حدش مالي عينك كدة ليه
إتسعت عيناي أيسل وباتت تنظر عليها بذهول لعدم إستيعابها لطريقتها الوضيعة التي تحدثها بهاأردفت ثريا
سريعا وهي تنظر إلي راقية بنظرات راجية لتحثها علي التوقف
خلاص يا راقيةقفلي علي الموضوع
هتفت راقية ضاربة بتوسلات ثريا عرض الحائط
لا مش خلاص يا ثرياما هو سكوتكم ده هو اللي خلاها زودتها في اللي بتعمله وساءت فيها
قالت كلماتها الحادة إلي ثريا وقامت بتحويل بصرها وثبتته فوق الفتاة ثم استرسلت بإبانة
كلنا مقدرين إنك زعلانة علي المرحومة أمكبس مش كل شوية تحسسينا إن محدش فينا زعل عليها وإن ما حدش حاسس بيكي ولا شاف وداق اللي دوقتيه في مۏتها
واستطردت بايضاح
أيوة الأم غالية محدش قال حاجةبس مهما كان الۏجع اللي حستيه علي أمك عمره ما هييجي ربع حړقة قلب جدتك ثريا اللي خسړت زينة شباب العيلة وهو في عز شبابه
واسترسلت بايضاح
واهي صابرة وعمرها ما قعدت تندب حظها زي ما أنت بتعملي
نزل حديثها علي
قلب ثريا أحرقه وكأنها جلدات سوط لا مجرد كلماتتوجع عز وشعر بغصة مرة وقفت بمنتصف حلقه عندما لمس حزن متيمة روحه الغاليةود لو أن له الحق لذهب إليها وأحتضنها وقام بسحب ألامها الساكنة وتحملها بدلا عنها
أما أيسل فقد تأثرت وشعرت بالألم يقتحم قلبها لما رأته من أوجاع تكونت واستقرت داخل عيناي وفوق ملامح تلك المكلومة علي صغيرهاهتفت منال بحدة بعدما فاض بها الكيل من حديث الكل المؤلم والمجهد لروحها التي باتت ضعيفة للغاية
قفلوا بقي علي السيرة دي الله يخليكم
أما ذاك العمر الجالس بمقعده ويدعي الثباتفقد كان ېختلس النظر إلي تلك البريئة من الحين للأخر مع مراعاته لأخذ الحيطة كي لا يلاحظه أحدوهي الأخري تنظر إليه بإستغراب لكونه الوحيد من بين أفراد العائلة الذي لا يقوم بمداعبتها ولا بالإهتمام بها
نظر عليها وهي تجاور بجلوسها مروان وتتحدث معه العربية بطلاقة بعد أن تخطي جلوسها بمنزل ثريا الستة أشهر وأصبحت أكثر إنسجاما مع الجميعكم كان داخله مبعثرا تجاة تلك الصغيرة التي يعلم أن لا ذنب لها فيما حدث من والدتها تجاههلكن قلبه مازال مټألما ولم يعد بعد كما كاننعم لم يعد ينفر من رؤيتها كقبللكنه مازال رافضا إقتحامها لحياته بتلك الطريقة
تحدثت الصغيرة إلي مروان وهي تمسك بصحنها
ماروأنا عاوزة واحدة كرواسون
حاضر يا حبيبتي نطقها بهدوء ثم بسط يده وجلب لها واحدة من المعجنات المفضلة لديها وقام بوضعها داخل صحنهاأما ذاك الصغير الذي يتوسطها هي وساندرا طارقفأردف بنبرة تنظيرية
خليها في طبقك ومش تاكليها غير لما بابي ومامي ييجواعلشان جدو عز مش يزعل منك
أومأت له بطاعة وتحدثت بتفهم لعاداتهم التي باتت تحفظها
حاضر يا عزوبس أنا قولت لمارو يحطها في طبقي علشان أنا جعانة ولما أونكل ياسين ييجي هاكلها علي طول
أومأ لها الصغير بمفاخرة بحاله علي أنه إستطاع السيطرة علي تلك الجميلةفتحدثت ساندرا هي الأخري ولكن إلي عز قائلة
عزو ممكن أنا كمان تجيب لي واحدة كرواسون
شعر بحالة من الفرح ټقتحم قلبه وعلي الفور وقف علي المقعد كي يستطيع تلبية طلب تلك الساندرا وبالفعل إستطاع الحصول علي إحدي الكعكات وقام بوضعها داخل صحن تلك الأميرة الشقراء مما أدخل علي قلبها السرور وجعلها تتحدث بسعادة
ثانكس عزو
شعور بالفخر والرضا إحتلا داخله وتحدث إليها برجولية مبكرة
لما تلاقي نفسك عاوزة أي حاجة قولي لعزو وهي يجيبها لك علي طولأوك يا ساندرا
أوك يا عزو هكذا أجابته بإبتسامة خلابة تحت نظرات ليزا التي تشاهد بصمت تام يرجع لطبيعتها الهادئة
تحدث حمزة المجاور لمروان بنبرة حماسية شبابية
شفت الكوتش عمل إيه إمبارح مع مؤمن حسين
إبتسم له مروان وتحدث معقبا علي حديثه
هو أنا بس اللي شفتدي فضيحته لفت النادي كله
واسترسل بغرابة
أنا مش مصدق إن حد في سنه يعرض صحته للخطړ وياخد منشطات علشان يطلع مركز أول في مسابقة سباحة
متابعة القراءة